المستشرقون والمستغربون : الفزاعه الاسلاميه وجامع بن عبدالوهاب وحوض الجلاهمي ارحمه

ما وجدت رجلا وقف وقفة فكرية جريئة حازمه للذود عن الهوية العربيه المسلمه مثل ادوارد سعيد الفلسطيني المسيحي فهو في قعر دارهم وفي ارقى مؤسساتهم العلميه والفكريه قال قولته التي "انسنت" الشرق العربي في ذهن القارئ الغربي بعد أن بات غولا ضخما كوحش فرانكنشتين مخلوق مركب من الجهل وعقدة النقص والتخلف والعنف واللاانسانيه خاصة تجاه الضعاف من الناس المرأة والطفل والمدنيين معبرا عن جبن وطباع خسيسه لا ترقى لطباع المتحضرين من البشر . ادوارد تحدث عن الكليات ولم يقع في الجزئيات المرهقه الملهيه المستنزفه لجهد المفكر والمثقف من جهه وجهد الناس ممن يتناولهم الامر من جهة اخرى. في الوقت الذي يشمر به بعض مثقفينا وكتابنا  عن سواعدهم وسواعدهن لترديد التهمه التي وجهت لنا عبر مؤرخي ومستشرقي الغرب على مدى قرون من الزمن  فنحن "الخطر الاخضر" الذي حذر منه  هنتنجتون ونحن عرب برنارد لويس القاصرون عن الفعل وغيرهم وغيرهم . وفي الوقت الذي شمرت فيه الاقلام الجادة في الغرب عن سواعدها لنفي جريمة " الارهاب الاسلامي " من أنه صفة لصيقه بالفكر الديني المسلم  كصنوان ازلي وكأن الاسلام دون الاديان الاخرى والعرب دون الاقوام الاخرى . في هذا الوقت الذي بدأت فيه الجماعات الغربيه الجاده فضح  " نظرية المؤامرة الاسلاميه " في ضرب البرجين الشهيرين ردد كتابنا "المستغربين" اطروحة الخوف من الاسلام السياسي واطروحة الخوف من الارهاب والعنف الاسلامي وكأن استخدام الدين لمنافع السياسه هو امر اسلامي بحت وكأن العنف الديني والعقائدي الذي تراكم عبر العصور قبل قدوم الاسلام وبعده هو امر من صنيعة العرب المسلمين . افضل تحليل علمي رصين لدحض هذه "الخصوصيه المزعومه" للعلاقة بين الاسلام والسياسه والعنف ما قدمه لنا الكاتب يوسف زيدان في " اللاهوت العربي واصول العنف الديني " . يقول يوسف ان هناك علاقة جدليه طويلة المدى ما بين الدين والعنف والسياسه . يأتي يوسف بالادلة العلميه على مدى قرون طويله تناولت الاديان " الابراهيميه " الثلاثه اليهوديه والمسيحيه والاسلام . ولعل اهم ما في الكتاب فصله الاخير الذي يحلل به العلاقة الدوارنيه ما بين " المستضعفون" في الارض  وما بن " الطواغيت "  العنف انما يولد من رحم الظلم وعبر الزمن قد يتبادل الظالم والمظلوم المواقع ولذا فالظلم امر لا يلتصق بنوع واحد من البشر ولا بنوع واحد من العقائد . تحليل يوسف "الصريح جدا" يمكن تطبيقه على اي دين بل على اي عقيده كانت دينيه او لادينيه وشواهد التاريخ ماثلة امامنا . القوة مفسده والسلطان جائر حين لا تهذبه القواعد السمحاء بين الانسان واخيه الانسان  ويجبر على احترامها القانون . ولعل سجن ابو غريب اكبر مثال على  ان الارهاب لا يلتصق بالعرب وحدهم  ولعل المشانق التي علقت في الشوارع للعرب الاحوازيين في ايران  واقصاء جميع المعارضين للنظام  في قمة هرم السلطه والاعدامات التي واجهتها المعارضه الايرانيه  بواسطة الحرس الثوري في ايران "الولايتيه"  منذ 1979 إلى الان مثال آخر على ان الارهاب والعنف ليس صفه لصيقه "بالوهابيين " الكنيه المتكررة هذه الايام  لعرب الجزيره والخليج من اهل السنه . الجادوون من المحللين الغربيين الذين ابوا الانسياق للآلة الاعلاميه الغربيه يعرفون ان الاسلام فوبيا الحاضره كانت تسمى " جهادا " حتى في اورقة واشنطن ابان الحرب البارده وان ملايين الدولارات التي سكبت من واشطن لجبال البشتون وكان يقابلها دولار بدولار منا نحن عرب الخليج لرأب احوال اخواننا المسلمين في افغانستان انما تم بمباركه امريكيه موقف متناقض جدا من الامر الامريكي  حاليا بعدم امداد مسلمي افريقيا باي اعانات وبغل يد جميع المنظمات الخيريه العربيه في افريقيا  تحت بند " مكافحة الارهاب " واطلاق يد الجمعيات الايرانيه التي استغلت الفكر الشيعي للوغول الى اقاصي افريقيا متطلعة لتوسيع نفوذ الامبراطوريه الفارسيه وللاسواق الافريقيه الواعده . " مستغربينا " لا يدرسون التاريخ ويتعلقون بقشة ان الخلاص ياتي من الخارج ويركزون على الجزئيات ويتركون الكليات والانكى من ذلك انهم لا يقرأون الحاضر . الغزل المعلن خفيفه والمبطن قراره بين واشنطن وطهران على الرغم من طبول الحرب التي تدق وتملأ الارض ضجيجا يعبر عنه كتاب " الطريق الى طهران " كتاب كتبته امرأه  وزوجها من ذوي الفكر استراتيجي تحدثا عنه كثيرا ضمن مقالات ومقابلات عديده  . كان لليفريت دور كبير في تمهيد التعاون الايراني الامريكي لضرب طالبان ولحرب العراق . في الكتاب تريد السيده هيلاري مان ليفيريت المستشاره الاستراتيجيه  وزوجها الدكتور ليفيريت  ان  يؤكد ا لواشنطن " ان آن الاوان لننظر الى طهران نظرة اخرى مثل ما نظرنا للصين في عقد السبعينيات نظرة اخرى وبدأنا الحوار مع دولة لا نتفق معها عقائديا ولكننا نستفيد منها اقتصاديا وكذلك ايران التي هي من القوى الاقليميه التي يجب ان نضع يدها في ايدينا وكذلك يقول زوجها الدكتور ليفيريت ضمن مجموعة متزايده ممن يصنعون الفكر الاستراتيجي في واشنطن . ويحاول هؤلاء طمأنة عرب الخليج ان يجب عليهم عدم الخوف فعلاقتنا نحن الامريكان مع الايرانيين لن تكون على حساب عرب الخليج ولا يجب ان تكون هذه اللعبه بمحصلة تنتهى الى صفر فمكاسب الايرانيين لا يجب ان تكون خسائر للعرب  ولعل  هيلاري ليفيريت التي تحب  زيارة طهران بين الحين والاخرمع اولادها ويعجبها قيادة المرأة الايرانيه  لحافلة المواصلات العامه  لعلها وزوجها  قد راهنا على سذاجة العرب وبانهم سيصدقون مثل هذا القول . ونحن لا نحتاج لدراسة تاريخ الامم لنعرف من الخاسر في هذه اللعبة الامميه  علينا  فقط ان ننظر اليوم  لما حل باصدقاء امريكا في المنطقه لنعلم ان امريكا يمكن ان تبيعنا علانية في اي لحظه  وبابخس الاثمان . كل ما نريده من قادتنا في مجلس التعاون ان يضعوا ايديهم يدا بيد حتى لا يقعوا في مأزق أكلت يوم أكل الثور الابيض .
ادوارد سعيد الرجل العربي حتى النخاع المسلم الثقافه المسيحي المعتقد  نبهنا الى ما اسماهم تلاميذ المستشرقين  ولعل اصدق مسمى لهم هو المستغربين الذين تبنوا العقيدة والنمط الفكري الذي يتحلى به  الغرب القوي تجاه الشرق العربي  الضعيف , عقيدة لا تقوم على الانسانية المتبادله وانما على فكر المنتصر تجاه المغلوب . نفسية " القط يحب خناقه " التي يتحلى بها بعض المستغربين من مثقفينا نظرا لقوة الغرب الحاضره ولتقدمه التقني الى درجة التقمص والذوبان في الآخر القوي تحمل ذات الضرر علينا كأمه  كتلك النفسيه التي تدس رأسها في الرمال معتقدة انها في حالة من الخلاص السرمدي وان ليس بالامكان افضل مما كان من المتأسلمين دينيا او سياسيا . الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم يصنع بن لادن بل صنعته المخابرات الامريكيه بعلم بن لادن  او دون علمه , الله اعلم .  وعندما خرج بن لادن من المملكه العربيه السعوديه وهو شاب في العشرين من عمره كان قد تعلم من مدارس  الفكر " الوهابي "  ان طاعة اولي الامر مقدمة على درء ظلمه ما اقام الصلاة فيكم ولم يجهر بكفره . بن لادن / فرانكنشتين  ,الاسطورة , التي ولدت في جبال البشتون ونثرت في البحر  واختفت وكأن لم تكن هي محصلة بيولوجيا وكيميا واشنطن /كابول وعوالم عربيه مسلمه انهكتها سياط مستمرة على قفى الذات العربيه المسلمه . يأبي " مستغربينا الا ان يكونوا ملكيين اكثر من الملك وان ينتفضوا حتى للامور الجزئيه والرمزيه التي ربما اعادت بعض التقدير لمفكر اسلامي بعد ان علق على اسمه وسيرته ما لا يجب ان يعلق لانه قاد حركة اصلاحيه ضد الخرافه والجهل  والتشرذم في جزيرة العرب . جامع محمد بن عبدالوهاب  في الجبيلات الذي اتشرف بجيرته وحوض ارحمه بن جابر الجلاهمه الذي نتشرف نحن القطريين ان يطلق على اهم ميناء لدينا لاصلاح السفن في راس لفان انما هما من الفعل المحمود وقد جاءا في الوقت المناسب لكسر خرافة الارهاب المسلم ولصقه ببن عبدالوهاب  التي بدأت مع هذا القرن الجديد وكسر خرافة القرصنه العربيه منذ قرن مضى ولصقها ببن جابر الجلاهمي . ادعوكم لقراءة كتب ادوارد  " من خارج المكان " و " الاستشراق " واخر المؤلفات التي نشرت بعد وفاته " خيانة المثقفين " فربما استطاعت ان تنقلنا الى الامور الكليه المصيريه التي يجب ان نتحدث عنها اصالة عن فكرنا لا تقمصا للاخر واما احوجنا في هذه اللحظة لهذه النقله .
Interview with Natana DeLong-Bas
9/11: Debunking Myths of Islam Ten Years Later 

Who are the Wahhabies

Popular Posts