أبي
هو عبد الله بن علي بن مسند بن سعد بن سعد بن محمد بن ناصر بن
محمد بن غانم آل شهوان المهندي. ولد حوالي عام 1904 , بين زعيمين في قبيلة المهاندة،
جده لأبيه مسند بن سعد المسند زعيم قبيلة المهاندة في الفترة ما بين عام 1887 الى
وفاته في 1930. وجده لأمه صالح بن على الخميس الحسن المهندي الذي كان أيضا زعيما
في قومه. ولذا فإنه ليس غريبا أن ينشأ عبد الله بين زعامتين قبليتين، وأن يتعلم
وفي سن مبكرة خصائص القائد من تحمل للمسئولية، ومن رعاية للآخرين وخدمتهم وقضاء حوائجهم،
والفصل في اختلافاتهم والتحدث نيابة عنهم في كل ما يتعلق بشئون القبيلة. كما
ساعدته جذوره العائلية على تنمية القدرة على حسن الاتصال فكان يرافق جده في
زياراته للوجهاء والحكام في دول الخليج. وكان لذلك دور في انفتاح عبد الله على
جميع الناس وتنمية مهاراته الاجتماعية والتواصلية. تعلم من أبيه علي بن مسند التواضع
والرحمة. ومن ناحية أخرى صقله عمل ذويه في
الطواشه (تجارة اللؤلؤ) في حسن التعامل مع الناس. كان لأصول التعامل التجاري من
بيع وشراء وتفاوض دور في منحه القدرة على تسوية الخلافات واختراع الحلول. قيض الله لعبد الله في
طفولته أما صائبة وهي لولوة بنت صالح الخميس الحسن المهندي، التي كانت حريصة على
حسن تربيته ويذكر أنها كانت تعلمه الحساب باستخدام حبات القهوة. وكذلك خاله علي بن صالح الخميس الحسن المهندي، الذي
عرف بالورع والتقوى والالتصاق بكتاب الله ودماثة الخلق، وكان لكل منهما دور كبير
في هذه الخصائص التي عرفت عنه. كان مجلسه
الكبير على سيف الخور يمتلئ بالناس بشكل يومي. وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على تلاحم أهل الخور،
وتشاورهم فيما يخص شؤونهم. تعلم عبد الله القراءة والكتابة، وأحب الأدب والشعر والتاريخ
وقد سبق الكثير من أقرانه بالاطلاع على أحوال العالم. وبعد أن توفى ابيه علي، الذي لحق جده مسند بوقت قصير
في أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، كان الشاعر سعد بن علي المسند المهندي هو معلمه
وخلفا لأبيه، وكان الشاعر عبد الله بن سعد، هو رفيقه وأخيه، وكان أخواله من الحسن
هم سنده الواقي. من هذه المشارب كلها أكتسب عبد الله الحنكة والمهارة والإدارة
وأصبح مؤهلا لزعامة قبيلة المهاندة عام 1946.
حيث اجتمعت القبيلة لاختيار من يمثلها،
وكالعادة ومنذ قيام حلف المهاندة الذي أشبه ما يكون بالكونفدرالية، يكون لكل فخيذة
شيخ ويجتمع هؤلاء الشيوخ لاختيار شيخ الحلف، منصب لم يكن إرثي الطابع وانما يختاره
المهاندة ممن يثقون في إدارته وقدرته على التوفيق بين الناس. امتهن عبد الله مهنة الطواشه قبل النفط، ثم في
قطاع المقاولات وتجارة الاستيراد بعد ذلك. وكان يتدخل بالصلح والتسوية عند حدوث خلافات في هذه
القبيلة أو تلك. كان معروفا بذكائه وسرعة بديهته. واتسم عبد الله بالوطنية وحب العروبة، وكان على
اتصال بالمجاهدين في سوريا أبان الاستعمار الفرنسي، وببعض أحرار الجزائر أبان
الثورة الجزائرية. وعندما هاجر عبد الله الى الكويت عام 1964، هاجرت معه قبيلة
المهاندة بأسرها، مما يعكس التلاحم القوي لقبيلة المهاندة. وقد خطا
على خطى عبد الله ابنه البكر ناصر بن عبد الله المسند المعروف بمواقفه الوطنية الأبية.
ويعد عبد الله بن علي آخر الزعماء القبليين للخور، وذلك بعد قيام الدولة الحديثة
والاعتراف بها في الأمم المتحدة عام 1971. توفي رحمه الله في لندن في التاسع من ابريل عام
1984ودفن في مقبرة الخور.