الحاله النسويه في قطر

 
بعث لي احد الاخوان المقال الذي نشره   مؤخرا هيوج  ايكن  Hugh Eakin في نيويوك  ريفيو  اوف بوك او المراجعات النيويوركيه للكتاب  [i]عن سر الحاله القطريه  التي تبدو وكأنها حاله عصيه على الفهم .
 وقد اشار الكاتب ضمن  ما اشار في مقاله  الى الحاله المجتمعيه السائده  " التي يعيشها القطريون ويمكن ان يعبر عنها انها حالة انسحابيه وانعزاليه  وحاله غائبه ولعل السبب هو الوفره , "  نحن شبعانيين "  ,هكذا اراد ايكن  ان يقول وهكذا قال من قبله الصحفي  مايكل سلاكمان Slackman    [ii]     .
دون الخوض في اي من المقالين اردت فقط ان اركز على حالة الغياب الارادي الذي يقول به هؤلاء العابرون سريعا ما بين مطار الدوحه وغرف الفنادق الفخمه والعينه المنتقاه التي يقابلها هؤلاء والتي لا تخضع باي حال من الاحوال  الى شروط الاستدلال التي توصل المرء  الى تعميمات تتعلق  بحالة  وخصائص المجتمع القطري  او كما يشار لنا :

The locals
Or maybe
The new Red Indians

قطر اليوم تزخر باصوات عاليه تعبر عن  "المواطن العالمي" الذي يعيش في قطر   , هذا المواطن ليس بالضروره ان يكون قطريا . بل من الافضل ان لا يكون قطريا  من "الدقه القديمة" الذي يثقل كاهله التاريخ المحلي بكل التزاماته ومواثيقه وعهوده  . لان المواطن العالمي الجديد الذي يعيش في قطر ويتوظف في قطر واحيانا يتكلم عاليا باسم قطر  لا يحمل هذا العبء , او قد يكون تخلى عنه   ان كان من القطريين القله الذين ارادوا ان  يتعولموا  ويلبسوا الرداء العالمي الجديد ولذا فقد احضرنا  مؤسسة راند كما يشير الكاتب  في مقاله : لتعلم القطريين " كيف يفكروا" !!!  وهل انجع من سلاح التعليم .
 نرى غياب العباءة والملافع السوداء التي لا تظهر اقراط النساء ولذا لم ير هيوج ايكن    الكاتب في المراجعات النيويوركيه الا العينة التي ارادت ان تظهر الآذان والاعناق والاقراط  مع بقاء الغلاله الشفافه  وهذه لا تعبر بحال من الاحوال عن  البيت الشعري الذي قاله في المرأة القطريه مؤخرا من ينعت نفسه "بالسياسي القطري " في احد المواقع الالكترونيه :

يازينـهـم ربـدّ النـعّــام السّــود . . . في الذرى تـمشـي معَ الحيـطّـان
زيّهـم أسّـود ضافـي ومحمـود . . . كانهـم الـمّسك زاهي بالريـحّـان

وكذلك  غابت الغتر ......
هذا الغياب عن كثير من  الانشطه المحليه ذات البعد العالمي وعن المؤتمرات العالميه من شيئ يحارب الفساد وآخر يدعو للديمقراطيه  وآخر لصناعة السينما  وآخر للموسيقى  وآخر لحرية الاعلام وغيرها وغيرها كثيره   ..
هل اخترنا ان ننعزل  ام انه لم تتم دعوتنا  وفضلنا التفرج من بعيد .... ولذا فلا بأس ان يقول "عنا " الاخرون  ايكن وسلاكمان وبعض الوافدين الذين وصمونا بحالة "الخفاء" وربما البخل ممن لم يحترموا ضيافتنا لهم  ونحن متفرجون من بعيد .
هل اردنا ان نسقط ارادتنا المجتمعيه كما قال ايكمن وسلاكمان  ولذا فنحن متورطون ومتواطئوون  ام اننا قد اسقط في ايدينا ؟

طبعا لا انتظر اجابه من تعليقات "غير معروف "  من اراد الصمت فليصمت اما من يدعون البطولة  الوطنيه من وراء حجاب  " غير معروف " فليظلوا في حجبهم  مندسيين وليس لدينا الرغبه في معرفة آرائهم .
واسوة بهذه بالحاله القطريه  اقول ان الحالة النسوية القطريه اصبحت عصية على الفهم  ايضا .. المرأة ظاهرة ومختفيه .. عاملة وخامله .. متسلطه ومضهدة .... احيانا من بنات جنسها ذاتهن .. في اغلب الاحيان على الارجح  واحيانا من الرجال ... وليس كل الرجال.. واحيانا من الالة  البيروقراطيه  التي تطحن الجميع   رجال ونساء  وتبقيهم في هم ومهمة يومية أزلية وراء  شغل المناديب والورق والمعاملات غير الالكترونيه  أما الالكترونيه الحكوميه  فقد تصدح بها من تصدح  وغرد  بها من غرد دون ان تقع في ايدينا بعد .
المرأة في قطر ليست واحدة ولا يمكن ان نتخزلهن في صورة واحدة كما لا يمكن ان نختزل الرجل في صورة واحدة  ولكن عندما يبدأ الحديث عن المرأه هناك توجه لمثل هذا الاختزال , من يريد ان يدخل في التفاصيل ؟ . الشيطان وحده يحب التفاصيل كما قال لي  احد القضاه "العتاوله" في قطر . ونحن نقول ان اللحم والعظم في التفاصيل واننا بدون التفاصيل  نصبح  رقم يساوي 225 الف كما ذكرايكن عشرة بالمائه  منا "مليونيريه "  والاخرين مرتاحيين في دعة وسكون  غير عابئيين بالمشاركه المجتمعيه .

المرأة  القطريه صورها احد كتاب الاعمدة في الصحافة المحليه في مقال منشور في جريدة الرايه بصورة شاعريه ....  أخت الرجال : المرأة البطلة المتفانيه التي بدأت تختفي من البيوت القطريه  وصورها " السياسي القطري " بابيات شعرية رمانسيه ايضا اراد صورة المرأة الجميلة جدا وذات الحياء والخدر وعلى الرغم من أن الاول بدا وكأنه يذمها والثاني بدا وكأنه يمدحها الا ان الصورتين متقاربتين جدا ومتشابهتين في جعلها المخلوق الاقوى الاضعف العصي على الفهم  والمواطن الغائب الذي لا يتحدث عن نفسه .
انا اقول ان المرأه ككتلة اجتماعيه ذات ضغط اجتماعي غائبه  وهذا سر فشلها  وسر تخليها عن ان تقول  : مالذي تريده المرأة في قطر دون ان يقول "عنها" الآخرون وان النساء المعدودات على الاصابع اللواتي اختطفن الظهور الاجتماعي والاعلامي  ليعبرن عن المرأة في قطر  لا يمثلن عموم النساء في المجتمع القطري  وهؤلاء في اغلب الاحيان وصلن الى ما وصلن  اليه بمساعدة الرجل . وزعمهن انهن وصلن الى ما وصلن اليه بواسطة " الحفر في الصخر" كما يرددن دائما  زعم كاذب .  " اخت الرجال التي يريدها الاول " و" الخفره الرخيمة الجميله التي يريدها الثاني " صور بدأت واقول للاسف تختفي شيئا فشيئا من مجتمعنا الذي هو اكثر من رقم يساوي 225 الف وبيوت زاغت  عن الوافد  وكما قالت المراجعات النيويوركيه , على الرغم مما يشهد به الكثيرون من بساطة وطيبة وكرم هذا المجتمع  , اراد المجتمع القطري  العيش في حالة انفصال وانعزال عما يجري من حوله .. انظر ما قالوا عنا :

The elusiveness of Qatari society is compounded by what expatriates in Doha describe as the traditional insularity of the local population. “This is a contrast with elsewhere in the Arab world. In Morocco and Syria you are embraced, brought into homes. It doesn’t happen here,” one Western professional who recently took a high-level position for a Qatari government organization told me. “It’s not uncommon to find people who have been here ten years and have never been inside a Qatari home.”
الى اين يريد هؤلاء التغلغل في دواخلنا ليعبروا عنا بالسنتهم  ؟  الا يعبر التقوقع  والانعزال المجتمعي عن موقف  " ما لنا خص " كما هي حالة الاغلبيه الصامته من النساء " ما لنا خص " .

 

Popular Posts